الجمعة، 25 فبراير 2011

الأمير في «كلمة الوفاء»: لا تستقووا بغير القانون


شدد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في «كلمة الوفاء» الى الكويتيين بمناسبة العيد الـ50 للاستقلال والذكرى الـ20 للتحرير وذكرى مرور خمس سنوات على تولي سموه مقاليد الحكم على الحرص على تسييد القانون، والحذر من «مغبة الاستقواء بغيره».
وأكد سموه أن «من نعم الله أن جعلنا أسرة واحدة ونسيجا مترابطا»، داعيا الى «استيعاب الدروس والعبر في نبذ الفرقة والتباعد والترفع عن التحزب والتعصب، وتحكيم العقل والحكمة، والارتقاء بحجم المسؤولية الوطنية في تغليب المصلحة العامة على ما سواها».
وجدد سموه تأكيد التزام النهج الديموقراطي والحرية المسؤولة، مؤكدا ان الدستور «يمثل العقد الذي ارتضيناه حكما عادلا وسأعمل دائما من أجل صيانته وحمايته».
وعبر سموه في كلمته عن مشاعر الوفاء والحب والعرفان «لفقيدينا الكبيرين الراحلين صاحب السمو الامير الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح وصاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمهما الله وطيب ثراهما الطاهر، اللذين سيبقى دورهما البطولي الامثولة في مواجهة الغزو البغيض وما قدماه من جهود وانجازات في خدمة كويتنا الغالية اضاءات ساطعة في ذاكرة كل الكويتيين».
كما استذكر سموه «بكل الفخر والتقدير مئات الشهداء والاسرى والمفقودين الذين ضحوا بدمائهم ونفوسهم الأبية للدفاع عن تراب الوطن الغالي. فللشهادة مقامها الجليل ومكانتها العالية عند الله».
كما استذكر «بكل امتنان وتقدير مواقف اشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الاخرى الشقيقة والدول الصديقة وقادتها الذين وقفوا الى جانب الكويت ابان فترة الاحتلال العصيبة، وساهموا مساهمات جليلة معنا في تحقيق النصر المؤزر في ملحمة امتزجت فيها الدماء الزكية دفاعا عن مبادئ الحق والحرية والعدالة». وأكد سمو الأمير ان «كويت الدولة التي ننعم بأمنها وامانها لم تقم اليوم وليست المواثيق والثوابت فيها جديدة، كما لم تكن وليدة الصدفة ولم تكن املاء وانما هي بتوافق شعبها وحكامها».
أضاف ان «كويت الوطن لم تكن يوما لجماعة بذاتها او لفريق دون آخر ولم تكن في سماتها ابدا قبلية او طائفية او فئوية، وكل ما تحقق من مكاسب وانجازات انما هو بفضل تآلف وتكافل وتلاحم اهل الكويت جميعا مستكملين مسيرة الآباء والاجداد وهم يغالبون شظف العيش على صحرائها وفي عرض البحار والمحيطات، والديموقراطية فيها صوت الضمير لديهم امتثالا لقوله تعالى «وشاورهم في الامر» ووحدة اهلها فيها هي الارادة المشتركة الجامعة لهم على مواجهة التحديات وهي ملاذنا ومستقرنا ما بين المهد واللحد الى يوم الدين».
واذ جدد سموه تأكيد أن «التزامنا بالنهج الديموقراطي وبالحرية المسؤولة ثابت وراسخ ومتجذر وهو خيارنا جميعا الذي لا رجعة فيه» شدد على ان «الدستور يمثل العقد الذي ارتضيناه حكما عادلا يعمل الجميع تحت سقفه، وفي اطاره وهو الانجاز الحضاري الذي نفتخر به ونعتز وسأعمل دوما من اجل صيانته وحمايته».
وقال سموه ان «الديموقراطية تعني لغة الدستور والقانون والحرية المسؤولة المحكومة بالأطر القانونية المحددة التي تحقق المصلحة الوطنية العليا وتتيح الرقابة والمساءلة والنقد الموضوعي لكل خلل او تقصير، ولم تكن يوما اداة للفوضى والانفلات والتشكيك والتحريض».
وأكد سمو الأمير ان «قضيتنا المركزية في التنمية تقوم على بناء الانسان باعتباره المكون الاساسي في مواجهة قضاياها. ولا يفوتني ان أنوه بدور شبابنا الواعد في صناعة الغد المأمول فهو حجر الزاوية في اي بناء وانجاز، وانني على يقين ثابت بقدرة ابنائنا من شباب الكويت على تلمس السبيل الصحيح وهو حريص على تجاوز تحديات المستقبل». وشدد سموه على أن التجارب «أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أننا بحاجة الى استيعاب الدروس والعبر في نبذ الفرقة والتباعد والترفع عن التحزب والتعصب وتحكيم العقل والحكمة والارتقاء الى حجم المسؤولية الوطنية في تغليب المصلحة العامة على سواها، ومن نعم الله المباركة أن جعلنا أسرة واحدة ونسيجا مترابطا نستشعر فيه الألفة والتلاحم والقوة الجامعة في بوتقة وطنية واحدة. ومن نعمه كذلك تلك الخصوصية الكويتية للعلاقة المتفردة بين الحاكم والشعب بما يحكمها من روابط الأخوة والتلاحم والتكامل.
وجدد سموه الدعوة الى الجميع «في الحرص على تسييد القانون والحذر من مغبة الاستقواء بغيره» داعيا في آن معا الى «التحصن بسلطان قضائنا نزيها عادلا مستقلا والالتزام بمنظومة دولة القانون والمؤسسات».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق